من بضع آلاف من الجنيهات إلى رقم بستة أصفار.. قصة نجاح "سامي الأحمد"

من بضع آلاف من الجنيهات إلى رقم بستة أصفار.. قصة نجاح "سامي الأحمد"

سامي الأحمد، شاب سوري من مواليد مدينة إدلب ويبلغ من العمر 27 عاماً، يدرس طب الأسنان في مصر التي قدم إليها عام 2012 لإكمال دراسته، ليتحول خلال خمس سنوات إلى واحد من أشهر رائدي الأعمال الشباب في مصر والمنطقة العربية.

قصة نجاح ملهمة 

التقى موقع "اقتصاد" بـ سامي الأحمد، ليحدثنا عن قصة نجاحه التي تعتبر من تجارب نجاح الشباب السوريين المثيرة للاهتمام، في شتاتهم الراهن، وقد حدثنا بالقول: "قصتي بدأت من سبب قدومي إلى مصر وهو إكمال تعليمي الجامعي الذي بدأته في دمشق بدراسة طب الأسنان، ولكن عند وصولي إلى القاهرة واجهت العديد من الصعوبات خلال عملية التسجيل، وزاد من صعوبتها عدم وجود أي مصادر أو مراجع للاعتماد عليها أو سؤالها عن الإجراءات اللازمة للالتحاق بالجامعات المصرية، وهذه المعاناة شكلت الدافع الرئيسي مع انتهاء عامي الدراسي الأول في مصر لأبدأ البحث عن طرق أستطيع فيها أن أكون فعالاً بشكل أكبر بالمجتمع وأيضاً مساعدة الآخرين بإجراءات التسجيل بالجامعات المصرية، ووجدت أن لا أحد يساعد الطلبة السوريين والأجانب بمجال التعليم الجامعي رغم أهميته، في تلك اللحظة  قلت هذه هي البقعة الخاصة بي وبدأت أولى خطواتي لمساعدة الآخرين وذلك في منتصف الشهر السابع من عام 2013 حيث أطلقت مبادرتي الأولى (خطوة) لمساعدة الشباب السوري في مصر لإكمال تعليمه الجامعي".

واستطرد سامي في حديثه لـ "اقتصاد": "أذكر ذلك اليوم جيداً. استعملت مهاراتي في تصميم المواقع لإنشاء موقع بسيط لـ (خطوة) بالإضافة لإنشاء جروب وصفحة على منصة (فيسبوك) للتواصل الاجتماعي، والنتيجة كانت صادمة لي. أكثر من 200 طالب طلبوا المساعدة خلال أيام من إطلاق المبادرة".

 

هذه الصورة تم تصغيرها.لعرض الصورة كاملة انقر على هذا الشريط,. المقاس الأصلي للصورة هو 800x540px.


إطلاق منصة (خطوة) لمساعدة الطلبة السوريين بالجامعات المصرية 

يكمل سامي: "أيقنت حينها أنها مشكلة حقيقية تواجه الطلبة السوريين في مصر، وعلي التفكير بشكل جدي وعملي بحلها. ساعدنا في عامنا الأول 200 طالب وطالبة للالتحاق بالجامعات المصرية والعدد ازداد عاماً بعد عام لتصبح المنصة الأكثر استخداماً من قبل الطلبة السوريين في مصر بالإضافة لإقبال عدد من الطلبة من الجنسيات الأخرى مثل العراق وفلسطين واليمن، على التواصل معنا، واستخدام المنصة كدليل لمساعدتهم لإكمال تعليمهم الجامعي أيضاً. وعملنا على تنمية مهارات الشباب، ومساعدتهم للاندماج بشكل أكبر مع المجتمع المضيف، واستفدت من خبرات جديدة بالإضافة للاطلاع على مجالات جديدة لم أكن أعلم سابقاً أنها موجودة أصلاً. وكان أهم هذه المجالات هو مجال ريادة الأعمال وكيفية إطلاق مشروعي الخاص بشكل منظم أكبر واستخدام التكنولوجيا لإيجاد حلول مبتكرة".

عقّب سامي: "وبعد 3 سنوات من الاطلاع على العديد من المشاكل المتعلقة بالتعليم وجدت أن مشاكل التعليم وإيجاد الفرصة، ليست مشكلة خاصة بالسوريين فقط بل هي مشكلة منتشرة بأغلب دول الشرق الأوسط".

 


إطلاق منصة (مرجع) للمنح الدراسية

يقول سامي": "في الشهر السابع من عام 2016 وبعد إتمام ثلاثة أعوام من العمل في (خطوة)، كان الإطلاق الرسمي لمنصة (مرجع) مع شركائي عبدالله سامي، وأحمد الجبالي، وهم مصريو الجنسية. وهي منصة تساعد الشباب من الشرق الأوسط وشمال افريقيا لإيجاد فرص أو منح أو الدراسة بالخارج. وإطلاقها لم يكن أمراً سهلاً، إنها رحلة لم تخلو من الصعوبات والتحديات ومنها الصعوبات المادية وتطوير المحتوى وإيجاد الحلول وأبسط الطرق للوصول لملايين الطلبة في الشرق الأوسط".

"واليوم وبعد عامين من إطلاق منصة (مرجع)، تعد المنصة رقم 1 في الشرق الأوسط للفرص والمنح والدراسة في الخارج وتم اختيارها من قبل GEN كأفضل شركة ناشئة في مصر لعام 2018، وقد حصلت (مرجع) أيضاً على استثمار من مُسرعة الأعمال FLAT6LABS Cairo والتي تعد من أفضل مُسرعات الأعمال في المنطقة العربية. ولدينا أكثر من 2 مليون زيارة شهرية على المنصة بجهود فريق عمل يضم 174 شاباً وشابة يعملون من 13 دولة مختلفة لتطوير محتوى (مرجع)".

ولدى سؤالنا لـ سامي الأحمد عن المبلغ الذي بدأ به مشروعه بريادة الأعمال، أجابنا: "بدأنا (مرجع) بمبلغ بسيط جداً والذي لا يتجاوز بضعة آلاف من الجنيهات المصرية، والذي كان يعتبر معظم ما نملكه كمؤسسين في عامنا الأول. وبعدها حصلنا على استثمارنا الأول من FLAT6LABS واليوم تعد قيمة (مرجع) السوقية برقم يحوي على 6 أصفار بجواره".

نصيحة سامي للشباب السوريين 

يختم سامي الأحمد حديثه لـ "اقتصاد" بالقول: "مجال ريادة الأعمال هو إنشاء شركة ناشئة قادرة على تقديم حلول مبتكرة مع قدرة عالية على التوسع بسرعة كبيرة  كمثال شركة uber و souq وغيرها من الشركات التي استطاعت التوسع بشكل كبير خلال الأعوام الماضية، وقد شاركت بالعديد من الفعاليات المتعلقة بريادة الأعمال ومنها معسكر (جسور) لريادي الأعمال السوريين ومسابقة MIT العربية لريادة الأعمال وبرنامج ChangemakerXChange لريادي الأعمال المجتمعيين. وأنصح الشباب السوري والشباب العربي عموماً بالبدء في التجربة واكتشاف مجالات جديدة، كمجالات ريادة الأعمال أو البلوكتشين أو الذكاء الصناعي أو البرمجة، لأننا ذاهبون إلى مستقبل جديد حيث ستنقرض فيه الوظائف التقليدية وسيحل مكانها حلول مبتكرة وطرق مختلفة ومن الهام جداً مواكبتنا لهذه الحلول. وعلينا أن نشاهد الصعوبات التي نجدها أمامنا ونجد لها حلولاً لنحولها إلى فرصة لإطلاق المشروع الخاص بكل واحد منا. لنبدأ الآن دون تأخر بالانطلاق، فأفضل طريقة للتأكد من الحل، هي التجربة على أرض الواقع".